رأي العين 2

بسم الله الرحمن الرحيم ، وبعد ،
فممّا أذكره أنّني شاهدت ذات مرّة صورة نقلتها كلّ القنوات الفضائيّة التي تابعتها وبقيت عالقة بذهني وهي تصوّر مرور دبّابة سربيّة أثناء الحرب على البوسنة والهرسك بعد أن حطّم الجيش الظالم من وما عليها وعلى ظهرها جنديّ يحمل قطّة يلاطفها ويمسّح ظهرها بيده وهو يبتسم كالرحيم البريء والقطة عنده أفضل من أطفال تلك البلاد التي غزاها وقتّلهم تقتيلا ، والأدهى من هذه الصورة أن شاهدت صحفيّة تروي الحدث وهي تبتسم لكونها تعودّت على الابتسامة وحفظ الأخبار بلا وعي ولا تفكير ، وكلّ ذلك ممّا يؤسف له في الوقت الذي صارت فيه صور ضحايا الظلم العدواني على بلاد العرب والمسلمين في كلّ مكان كأنّها من الأخبار العاديّة التي تنقل أخبار الحيوانات بخلاف صور غيرنا وما لها من احترام وتقديس حين ترفق بالحزن والألم عند قراءة الخبر وكأنّ ما تحمله خير وأبقى ،والواقع المرّ يرينا انطاط قيمتنا في هذا العالم الغريب لمّا بدا الفرد غير المسلم قد لا يساوي الملايين من المسلمين بل هو أفضلهم وكفّته أوزن، وهو من رأي العين حتّى أضحى من باب صدّق أو لا تصدّق ، وإلى لقاء آخر بحول الله .