بسم الله الرحمن الرحيم
إنّي أتحسّس سعادة غامرة اكتسحت جوانحي إذ انغرست في جسدي وانفتحت أضلعي عبقة بها، حين رأت عيناي هذه الوجوه النيّرة الكريمة بقدومها عندنا لمشاركتنا يومنا هذا الذي نحيي فيه ذكرًى لطالما أهملت زمنا طويلا. فأهلا وسهلا بكل رِجْل خطت مسافة مديدة للوصول إلينا، وأظنّ أنّني لن أوفي حقّ أصحابها مهما أطريت وشكرت، فاسمحوا لي افتقاري إلى ما يناسبكم من الكلمات التي لم أعثر عليها بعد لأستعين بها تغطية لذلك.. ولعلّه من الأجدر التذكير بأنّ عقد هذا اللّقاء يأتي من باب أهمّ أدوار جمعيّتنا التي أسّست أصلا من أجل تحقيق إقامة أنشطتها الثقافيّة بتعدّد أنواعها وفي كلّ المناسبات. ولكنّه ينبغي الإشارة أيضا إلى أنّه ليس لقاءً علميّا أكاديميّا لأنْ تحلّ فيه جمعّيتنا محلّ الجامعة، فلكلّ مجاله ومهامّه ومعطياته وتنظيماته ووسائله وأفضيته وهيآته. غير أنّه من حقّها أن تتناول مثلها مثل كلّ الجمعيّات الثقافيّة أيّ موضوع علميّ يُظهر دورها المنوط بها ، يمكن أن تستدعي له من استطاعت من النخب العلميّة وغيرها، ولذلك أريد أن أوضّح أنّني أتيت من جهتي هنا باسمي الخاصّ للتنشيط والمشاركة بما أقدر عليه، ولا أمثّل جامعتنا تمثيلا رسميّا، كما أنّنا دعونا من يكون في مستوى الحدث من الأسماء التي قبلت دعوتنا باسمها الخاصّ ، وهي تَحْضُر بالصفة نفسها مشكورة شكرا جزيلا. ومن ثمّ فإنّ ما سيعرض الآن ما هو إلاّ عبارة عن شهادات علميّة تاريخيّة وليست محاضراتٍ جامعيّةً أكاديميّة تحت سقف الملتقيات العلميّة . فشكرا لكلّ من لبّى دعوتنا وشرّفنا بحضوره وأتى من بعيد من أجل الإدلاء بما يستطيع في هذا الأمر. ثمّ من جهة أخرى أذكّر ممّن يعنيه أمر مثل الأحداث التاريخيّة أنّنا لسنا من الذين يستغلّون أسلوب الاحتكار، بل نحن من دعاة المنافسة الشريف لتشريف بلدتنا وولايتنا " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" فلا مانع ولا بأس بأن تقام الاحتفالات والأيّام الإحيائيّة في موضوع واحد ولا ضرر من التعاون حتّى يتحقّق التكامل الذي هو من صميم فعل الإنسان، لأنّ الكمال لله وحده. فلا يحقّ لأيّ كان أن يدّعي تبنّي أيّ مناسبة كيفما كانت الأحوال.
ومن أبرز أهدافنا في هذا اللّقاء أنّه يأتي تأكيدا لليوم الأوّل المنعقد في 05 جويلية 2010 تخليدا لذكرى محرقة الفراشيح، وتعدّ هذه المناسبة اللّقاء الثاني يدور الحديث فيه حول الموضوع نفسه بإسهام كوكبة من رجال العلم والبحث والإعلام، وخاصّة مخبر التاريخ بوهران. وقد جاء في توصيّات اليوم الأوّل المشار إليه أن تقوم الجامعة الجزائريّة بتحمّل مهمّة إثارة هذا الموضوع علميّا أكاديميّا، وهو ما ستبادر به جامعة ابن باديس بمستغانم هذه الأيّام، إشارة منها إلى التقاف الفكرة وإطلاق إشارة البحث الجدّي. وبذلك أستطيع أن أعلن بأنّ هدفنا الأساس قد تحقّق حيث كنّا نرغب في أن يكون ذلك في المستوى العالي من البحث العلميّ ، فشكرا لجامعتنا على تولّيها هذا الدور. ثمّ إنّنا نودّ أن تقوم وسائل الإعلام المختلفة بالدور نفسه لكون القضية تحتاج إلى إمكانيّات إعلاميّة أكثر منه أكاديميّة، وإن كان الطرفان أساسين وذلك لتكتمل الصورة وتبرز أمام الرأي العام الوطنيّ والعالميّ وترسخ في ذاكرة شعبنا على مرّ العصور. وعليه فإنّي أرفع أسمى التحيّات أعطرها إلى ممثليّ وسائل الإعلام الحاضرة معانا اليوم وخاصّة قسم الإنتاج بالتلفزة الوطنيّة الذين تحدّوا طول السفر وكانوا من أوّل القادمين من العاصمة.ثمّ للإذاعة الجهويّة بمستغانم كلّ التقدير والشكر على متابعتها أنشطتنا كلَّها ، وكذلك الصحافة المكتوبة : صوت الغرب وجريدة الأمّّة وla réflexion. ومن دون أن أنسى دائرة عشعاشة وبلديّاتها وخاصّة رئيس بلدية عشعاشة الذي وقف معنا بكلّ ما يستطيع، ولا يمكن أن أنسى رجال الأمن بكلّ أصنافه وكلّ من ساعدنا بما استطاع ولأنّهم كثير فليسمحوا لي ألاّ أذكر كلّ واحد منهم باسمه، فهذا العمل مشترك من أجل الجزائر ليس إلاّ ....والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.