بسم الله الرحمن الرحيم ،
تسمية الشهور القمرية عند العرب.
قال ابن دريد تـ321 هـ : لمّا نقلوا أسماء الشهور عن اللّغة القديمة سمّوها بالأزمنة التي هي فيها . فالمحرّم لأنّ العرب كانوا لا يستحلّون القتال فيه. وصفر : لأنّهم كانوا يمتارون الطعام فيه من المواضع أي يجلبونه والميرة هي الطعام، وقيل : سمّي بذلك لإصفار مكّة من أهلها إذا سافروا ، وروي كذلك أنّهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لَقُوا صِفْرا من المتاع. وشهرا ربيع : سمّيا بذلك لأنّهما حُدّا في هذا الزمن فلزمهما في غيره . والمقصود بالزمن هو فترة الربيع بين فصول السنة الأربعة.فقالوا : ربيع الأوّل وربيع الثاني، ويلاحظ أنّ لفظ ربيع من دون ال لأنّه اسم علم معرّف بالعلميّة.وبعدهما الجُمَادَيَان وهما جمادى الأولى وجمادى الآخرة أو الثانية : وقد سمّهما بهذا لموافقتهما جمود الماء في فصل الشتاء لذلك بعض العرب يسمّي الشتاء كلّه جمادّى. وشهر رجب : سمّوه بذلك لتعظيمهم إيّاه في الجاهلية عن القتال فيه ولا يستحلّون القال فيه ، والترجيب بمعنى التعظيم.وشعبان لتشعّبهم فيه أي تفرّقهم في طلب المياه ، وقيل : في الغارات.وقيل أيضا لأنّه شَعَبَ أي ظهر بين شهري رجب ورمضان. وشهر رمضان وافق أيّام الحرّ وشدّته. فيقال الرمض هو شدّة الحرّ .وشوّال لشوّلان الناقة بذّنبها أي أنّها تحرّكه رافعة إيّاه رغبة في اللقاح من الذكر.وقيل سمّي بذلك لتشويل لبن الإبل وهو تولّيه وإدباره.وشهر ذي القعدة لأنّ العرب كانت تقعد فيه وتحجّ في شهر بعده سمّه ذا الحجّة لأنّه موسم الحجّ. وبالله التوفيق.