بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد ،فإنّي محتار من تصريح أحد المعلّمين القدامى بعدم جدوى شراء كتاب ما ، بقوله : ماذا أفعل بالكتاب؟ والله إنّ الأمر لخطير جدّا في نظري، ماذا عساني أقول حين ينفذ إلى سمعي مثل هذا الكلام؟ هل يمكن أن نطمئنّ من دوره في الميدان مدّة طويلة؟ وكيف ننتظر من مثل هذا أن يفيد تلامذته بشيء من العلم ؟ هل يمكنه أن يزيد من معلوماته شيئا؟ وهل نسي أنّ الشخص مهما تعلّم فهو ناقص العلم؟ من منّا يستطيع التصريح بكلّ ثقة واطمئنان أنّه ملك ناصية العلم؟ وليعلم مثل هذا الشخص أنّ الكتاب هو بمثابة الصديق الأوّل لكلّ معلّم في جميع المستويات وإن كنت أظنّ أنّي لا أضيف شيئا بمثل هذا القول، لأنّ من ينكر قيمة الكتاب وخاصّة ما هو من اختصاص كلّ معلّم لا يعدّ من أهل العلم أصلا، فلماذا يقضي هذا الشخص الشاعات الطِّوال في قارعة الشارع بمتابعة من مرّ أمامه ومن لم يمرّ؟ فأين مكان المطالعة من حياته ؟ حتّى لو كان متقاعدا فما يضيره لو أمسك بأيّ كتاب يراه مناسبا له لتصفّح أوراقه لعلّه يستفيد وهو مستفيد بكلّ تأكيد؟ أيعني أنّ المتقاعد قد تخلّص من صفحات الكتب؟ ثمّ أليس له أبناء أعزّة عليه يمكنه أن يعينهم بما يقرؤه؟ إنّه لمن أشدّ العجائب أن تجد معلّما لا يملك مكتبة في بيته ، وهذا الأمر الذي حرّكني بالكتابة في هذا الموقع الأغرّ أفظع ممّا كتبت عنه ذات مرّة عن النفور من المكتبات ، وكان نابعا آنذاك من موقف شبيه بهذا. الأوّل تعجّب من بناء المكتبات في البلديّات وهذا يصرّح بعدم الفائدة من شراء كتاب.زملائي من أهل التعليم ، هل ترون ذلك صحيحا؟ أشيروا عليّ بالرأي الصواب، لعلّي أكون مخطئا فأرشدوني ، قد يقول قائل بأنّ الشخص قد يستخدم الكبتار لتتبّع ما يكون بالأنترنت ، وهل هذا كاف للتخلّي عن الكتاب؟ وإن كنت قريب التأكّد من عدم استغلال هذا النوع من كثير ممّن ابتعدوا عن القراءة إلاّ بعض الصحف .وفي الأخير أودّ أن أذكر بأنّ الموقف من الكتاب سلبيّا بدر من مجموعة من المعلّمين أرجو منهم أن يعودوا إلى جادّة الصواب بأن يعيروا كلّ العناية بالكتاب حتّى لو لم يفهموا منه ما يقرؤون لأنّ الفهم والإدراك قد يأتي من تكرار العملية والحوار العلميّ والمناقشة المستمرّة والمراجعة الدائمة.