lassallakhdar
الجنس : عدد الرسائل : 6 العمر : 49 Localisation : achaacha mosta Emploi : استاذ جامعي مزاجك : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/05/2011
| موضوع: رمضان بين العادة والعبادة السبت 06 أغسطس 2011, 03:10 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم، يشدّني الانتباه كلّما حلّ شهر الصيام الذي هو عبادة إلهيّة مفروضة على كلّ مسلم إذ تمتلئ الشوارع نشاطا بعد الظهيرة غالبا بعد أن تصبح شبه خاوية على عروشها، وذلك لامتداد فترة النوم بعد تأخير بداية العمل الرسميّ إلى الساعة التاسعة صباحا. وكأنّ شهر العطلة عن العمل وخاصّة أنّك قد تعجب من مزيد تأخّر انطلاق العمل كثيرا حينما تدخل أيّ موضع من المفترض أن يكون قد احترم هذا الوقت المحدّد. ولكن...فحيرتي من كوننا ننتمي إلى حضارة تقدّس العمل والعبادات، فلماذا هذا التكاسل والتراخي في عملنا الذي يفرضه القانون بصريح العبارات، ثمّ أألسنا نريد إدخال الحلال إلى بيوتنا ؟ ألسنا من أمّة خيّرة ترغب في تقدّم بلادها ؟ فأين العبادة ههنا ؟ أم هي العادة تدخّلت وفرضت قانونها أو نظامها ؟ زد على ذلك فلماذا تمتلئ المساجد في هذه الأيّام ثمّ سرعان ما تخوى بعد نهايتها ؟ فالفرض فرض طَوال الزمان وليس مؤقّتا كما يقوم به كثير من ناس اليوم، فهو شيء جميل أن تكون هذه الحركيّة عبادة سنويّة ويا ليتها تحوّل إلى عبادة حقيقيّة مستمرّة، فهل صلاة التراويح تغني عن أداة الصلوات الخمس في أوقاتها خلال باقي أيّام السنة ؟ فما المانع أن نشهد امتلاء المساجد دوما وأبدا؟ أو على الأقلّ أن تؤدّى الصلوات في أوقاتها في أماكن العمل، ولا يوجد أيّ مبرّر لتأخير وقت العبادات في أوقاتها المحدّدة. أيّها القارئ المسلم العزيز انتبه لأمرك الدينيّ وراجع نفسك في كلّ مساء وحاسب نفسك بعد نهاية العمل الذي قمت به وقسه بميزان القانون والعقل وليس العيب في مراجعة الذات أبدا. ولا تستهزئ بقليل الوقت الذي قد تضيعه عن حسن نية فمالك بسوء نية، إنّ بلادنا في حاجة إلى تراصّ الجهود وتكاتف الأيدي للوصول بها إلى درجة الرقي المرموقة، ألم يأنِ لكلّ جزائريّ أن ينظر إلى وجوده المؤقّت ؟ ألم ينفطّن كلّ وحد منّا بما سيتركه وراءه ممّا يخلّده ؟ فالتقوى لا لا انقطاع لها وهي دائمة مستمرّة باستمرار حياة الفرد المؤمن بها، فاغتنم فرصة صحّتك أيّها الأخ المسلم وقوّة جسدك وسلامة عقلك ووفرة مالك لتنفقها فيما ينفعك في دنياك ثمّ في آخرتك. فالصيام عبادة والتهاون عادة سيّئة ، والصلاة عبادة وأداؤها مؤقّتا عادة غير مفيدة، التعاون الاجتماعيّ عبادة ومثله كلّ سلوك نافع عبادة وكلّ ما يخالفه عادة منبوذة. فكلّ شهر من شهور رمضان تحيّرني تلك العادات التي هي أصلا عبادات ولكنّا تأي في زمان جعلها عادات وليست عبادات لأنّ العبادات توقيفيّة لا تناقش شروطها ولا أسبابها ولا خصائصها. قال الله تعالى وما خلقت الجنَّ والإنسَ إلاّ ليعبدونِ). وقالّ( لا يسْأَلُ عمّا يَفْعَلُ وهُمْ يُسْأَلُون). | |
|